الرئيسية / مقالات / مرونة السعداء

مرونة السعداء

من الصفات الشخصية التي تجعلنا إما سعداء أو تعساء في الحياة صفة “المرونة” أو صفة “السماجة والغلظة والفضاضة”… فبينما تأخذ الغلظة صاحبها نحو الحدية في التعامل مع الناس، والخشونة في العواطف حتى مع الأقرباء، والضعف في تحمل الأحداث والمشاكل، وبالتالي لا غرابة من عيشة التعاسة لهؤلاء… بيد أننا نجد أن المرونة تأخذ صاحبها نحو السعادة بالليونة في التعاطي مع الناس، وبالرقة في المشاعر مع القريب والغريب، وبسعة الصدر في تحمل الصعوبات والمعاناة….

من أجل المحافظة على أكبر وأطول وقت من حياتنا اليومية في سعادة طبيعية، وهو الأمر الذي لا يستوعبه من يؤمنون بعبثية الوجود، ولا يفهمه بعض فلاسفة التشاؤم، نحتاج إلى وجود صفةالمرونة في شخصياتنا، لأنها تجعل المرء يتقولب في مواقفه وسلوكه حسبما تتطلبه الظروف المحيطة به… المرونة تجعلنا كالإسفنجة في امتصاص المشاكل، واحتواء المعاناة، وفلترة المشاعر السلبية… وذات المرونة تجعلنا كالمطرقة في كسر العقبات، وتفتيت المشكلات، وتفكيك العثرات… حتى لا تجرّنا المشاكل لما لا نريد، وتسحبنا المواقف لما لا نبتغي، وتأخذنا الجراح لما لا نتمنى… حتى لا تديرنا المعاناة والصعوبات، بل بالمرونة نصبح نحن من نديرها… وإلا فالتعاسة نصيبنا والإنهيار طريقنا….

المرونة النفسية تشرح لنا لماذا يمكن لبعض الأشخاص المحافظة على هدوئهم في وجه المصاعب، بينما يصاب غيرهم بالإنهيار إزاء نفس المشكلة. فالأشخاص المرنون يتميزون بالقدرة على استخدام مهاراتهم وقواهم لمواجهة المشاكل والتحديات، وأيضا التعافي منها. وسواء كانت هذه المشكلات مصاعب في العمل أو مشاكل مادية أو مرضا، أو طلاقا، أو فقدان عزيز…. ففي المقابل، كل شخص لا يتميز بهذه المرونة يصبح عرضة لأن تدمره هذه الظروف وتجعل حياته كئيبة…*

لذا يمكن للإنسان المرن أن يقولب نفسه، ويصبح كالماء الذي يمكن قولبته على كل شكل وقالب… الشخصية المرنة أقرب لتشبيهها بالطماطم الذي يمكن إضافته لأغلب الطبخات والوجبات، بينما الغلظة أقرب لتشبيهها بالباذنجان الذي محدود إستخدامه في وجبات بعينها.. المرونة هنا لا نعني بها التنازل عن القيم والثوابت، بل بمعنى التكيف مع صفحات الحياة سواء كانت بيضاء أم سوداء أم أي لون آخر… هي القدرة على المحافظة على التوازن مع أفراح الحياة وأتراحها.. لذلك فإن المرونة هي نوع من الرشاقة النفسية.. والقدرة على الإنثناء والإرتداد…. كما هو التعريف الفيزيائي للجسم… أو كما جاء في بعض تعاريف المرونة على أنها لين في صلابة….

في المقاطع القصيرة التالية ما يخدم فكرة المرونة من أجل السعادة

“كن مرن لتعبر الجسر – عُمار الأرض” للمشاهدة اضغط (هنا)

“فلسفة بروس لي (كن مرنا في حياتك)” للمشاهدة اضغط (هنا)

“كن مرنا تصبح أكثر تحكما في حياتك  ~ واين داير” للمشاهدة اضغط (هنا)

* بوابة السعادة رقم ١، م. خالد دخيل الجديع ص ٥٥

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *