الرئيسية / مقالات / لسعادتك: وازن توقعاتك 

لسعادتك: وازن توقعاتك 

كم هو سعيد ذاك الذي توقع النجاح وحصل عليه بتميز. وكم هو تعيس ذاك الذي توقع النجاح فسقط. كم هو سعيد ذاك الذي توقع أن يكون مولوده جميلا فكان أجمل مما توقع. وكم هو تعيس الذي مات وليده مبددا توقعاته كلها… كم هو سعيد ذاك الذي كرّمه محبوه لأنه ضحى لأجلهم. وكم هو تعيس الذي تنكّر الجميع لإحسانه لهم وتعاطفه مع همومهم… من أجل السعادة يكون التوازن مطلوباً سواء في توقعات الخير أم توقعات الشر… لا سيّما في ردود أفعال الآخرين وسلوكهم…

هناك مشكلة حقيقية تحدث في العلاقات البينية بين الناس، داخل الأسرة، العمل، المجتمع، المدرسة، بين الأزواج، بين الآباء وأبنائهم، محورها خيبات أمل معاكسة للتوقعات مما يكدّر الحياة وتبعدها عن السعادة… فعندما يرتفع منسوب توقعاتي منك، تبتسم لفرحي، تبكي لحزني، تتعاطف مع شكواي، تتفاعل مع طموحاتي، ولكنك تصدمني بردود أفعالك المعاكسة، حينها، تصيبني خيبة أمل لأنك لم تكن بمستوى توقعاتي، عندها، ربما يحزنني ذلك، بل بعضنا ربما تصيبه خيبة الأمل هذه بكآبة نفسية… 

عندما يخيب ظننا ببعضنا ربما تسوّد الدنيا في وجوهنا… هذه الخيبات من المسؤول عنها؟… خيبات في الأصدقاء، في الأهل، في الزملاء، في الأحبة، في العاشقين… هي بمثابة كسرة ظهر عند البعض، وهي طعنات في الظهر عند آخرين، وهي مرارة وألم عند غيرهم، وهي مجرد محطة مرور مزعجة عند الشخصيات الإيجابية…

كلما زادت التوقعات حول ردود فعل الآخرين كان الإحباط كبيرا وصادما مع خيبة الأمل، وبالتالي تكون فرص التعاسة قوية وقاسية… وكلما تقلصت التوقعات كانت آفاق وإمكانيات السعادة كبيرة ومفرحة… فالناس ليس ملائكة… وغير معصومين، فلا المبالغة في التوقعات جيدة ولا المبالغة في التشاؤم مفيدة… التوازن والواقعية في التوقعات هو حال بين حالين… فلا تتوقع الكرم والكلام الجميل من بخيل المال والعاطفة … ولا تتوقع الهدوء والحكمة من عصبي المزاج… ولا تتوقع أن يفرح لفرحك حاسد أو غيور… لأن هكذا توقعات بلا شك محكومة بالفشل…

السعادة مرتبطة بتوازن التوقعات مع الواقع، فإذا كنت مقصرا مع محيطك فلا تتوقع منهم أن يفرشوا الأرض بالورود لمجرد قدومك إليهم… أما إذا كنت محسنا مع محيطك ولا تقصير منك تجاههم، أيضا قلّل من توقعاتك حتى لا تصيبك نكسة الخيبة… هذه طريقة الحكماء للوصول إلى السعادة…. وإلا فالتعاسة ليست بعيدة….

في المقاطع القصيرة المرفقة بعض التوجيهات حول التعامل مع سقف التوقعات ربما تفيد وتطور فكرة المقال

كيف توازن بين توقعاتك والواقع؟ شاهد (هنا)

كيف تدير توقعاتك بشكل يغير حياتك للأفضل؟ شاهد (هنا)

سقف التوقعات – مصطفى حسني – فكَّر – الموسم الثاني. شاهد (هنا)

الكاتب الاستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *