هو الإمام الثاني من الأئمة الإثنا عشر من ذرية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكنيته أبو محمد وله ألقاب كثيرة واشتهر بكريم أهل البيت حيث ولد الإمام الحسن عليه السلام يوم الخامس عشر من شهر رمضان سنة ٣ هـ في المدينة المنورة.
جاء في بعض الأحاديث بحق الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام أن النبي كان يقول: “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة” وفي حديث آخر “الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا” وقال فيهما: “الحسن والحسن إمامان قاما أو قعدا” وقال صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن: ” إذا كان العقل رجلاً فهو الحسن”.
كم هي تلك القيم التي سطّرها الإمام الحسن عليه السلام خلال مسيرته الحياتية والتي رسمت للمؤمنين الخطط الكفيلة لحياة أسمى، غير أنّنا نلحظ وفي مثل هذه المناسبات يعمد الكثير من الخطباء والمحاضرين على طرح المثالب والأكاذيب التي ملأت وسوّدت صفحات التاريخ وكأننا في حاجة إلى الرد عليها أكثر مما كتبه المؤرخون من المؤمنين وفنّدوا كل تلك الإدعاءات الباطلة!!
نحن بحاجة إلى إيضاح القيم الأخلاقية والإنسانية والثقافية التي ترسم لنا الحياة التي ينبغي علينا أن نتمتع بها نحن المؤمنون، فحياته وسيرته الناصعة كفيلة بأن تجعل المؤمنين في حالة من السمو والرفعة إذا ما تم تفعيل تلك القيم وعلى الخطباء والمحاضرين أن يعملوا على تثقيف المؤمنين بما هو أسمى من طرح مثالب وأكاذيب كتبها وأسس لها الأعداء والظالمون.
إنّ طرح تلك المثالب والأكاذيب وتكرارها على المنابر وفي مثل هذه المناسبات هي بمثابة تكريم لأولئك الذين أرّخوا لتلك الإدعاءات الباطلة وحتى وإن كان الغرض منها تفنيدها وردها. الأجدر بالخطباء والمحاضرين الإستفادة من وقت المحاضرة بالوقوف عند محطات ذات قيم مهمة في حياة الأئمة عليهم السلام بدلاً من طرح بعض المثالب والأكاذيب وأن يعمدوا إلى البحث والعمل على نشر تلك القيم التي أسس لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلورها هؤلاء الأئمة عليهم السلام.
يجب على الخطباء والمحاضرين أن يستفيدوا من هذه المناسبات لنشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام وتكون المنابر منبعاً للعلم والثقافة ومناهج حياتية تضيء دروب الحياة للمؤمنين والوقوف على المحطات التربوية والثقافية من حياتهم عليهم السلام، لا أن تكون مصدراً للتعريف بأولئك الشرذمة التي حاربت ومازالت تحارب الحق وأهله.
إنّ تكرار هذه المثالب والأكاذيب يعمل على ترسيخها في أذهان المؤمنين وكأنّها حقائق رغم عدم صحتها وبعيدة كل البعد عن الحقيقة ولا تنسجم مع سيرتهم الذاتية وحياتهم العبادية من التقوى والورع والإيمان الخالص لله سبحانه وتعالى وتتعارض مع عصمتهم وطهارتهم.
لتكن رسائل الخطباء والمحاضرين دروساً ومناهجاً مستقاة من المنبع الصافي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إذ نحن بحاجة ماسة لتفعيل تلك القيم الأخلاقية والإنسانية التي تثري حياة المؤمنين بالعزة والكرامة والحرية التي يتطلع إليها كل مؤمن.