الرئيسية / المجتمع / مجلس العائلة

مجلس العائلة

فكرة تأسـيس أي مجلس عائلي، يعني نضوج فكري وإدراك واسـع وبُعد في الأفق، لذا ينبغي أن يكون تأسـيس مثل هذا المجلس منطلقاً من أسـس أصيلة مبنيّة على ثقافة واسـعة تكون نواة هذه البذرة التي تعكس من خلالها النتائج المرجوّة من هذا المشـروع العائلي. لقد آن الأوان أن يكون لكل عائلة مجلساً يرعى شؤونها في ظل هذه المتغيرات الإجتماعية والإقتصادية وإزدياد عدد الأسر المحتاجة التي تنتمي لهذه العائلة أو تلك.

نحن في صندوق العليوات الخيري نشهد ونستقبل الكثير من طلبات المساعدة من قبل بعض الأسر وهناك الكثير منها متعففة وتخجل من السؤال ومد اليد. لذا فإنّ إنشاء مثل هذه المجالس سوف يرفع الكثير من المسؤوليات عن عاتق صندوق العليوات الخيري وسوف لن يآل الصندوق جهداً في تقديم المساعدات الطارئة والضرورية والإعانات الشهرية والتي تشكّل القسط الأكبر من مصاريف صندوق العليوات الخيري رغم شح الموارد المالية والمادية والتي تعتمد في الأساس على الصدقات.

وقبل المضي في إرسـاء دعائم هذا المجلس بشـكل واسـع وكبير، لابد من إنتقاء أعضاء أوّليين من العائلة لديهم الكفاءة والرغبة وروح العمل، ولا يكون ذلك إن لم يكن هؤلاء قد مرّوا بتجارب أو لديهم إلمام كامل ومعرفة تامة بالمعطيات والأسـس التي يقوم عليها هذا المجلس بقدر الإمكان.

لابد لهؤلاء أن يكونوا قد حصلوا على ثقة الآخرين من أفراد العائلة الذين سـوف يمثلونهم حتى وإن كانت هذه اللجنة الأولى من حيث طرح المشـروع على بقية أفراد العائلة ولا نسـتثني النسـاء في مثل هذا المشـروع، فهن أقرب إلى قلوب الأخريات ويكون المجلس بمثابة الرابط المتين بين أفراد الأسرة الواحدة ذكوراً وأناثاً، وليس الغرض منه، فقط الأمور المادية، فالتلاحم والترابط الأسـري من مقومات نجاح العمل.

تشـكيل لجنة كاملة ترعى شـؤون هذا المجلس أمر ضروري وهام، وليس من الضروري أن يكون رئيس المجلس أكبر العائلة سـناً، فلربما لا يملك مقومات العمل أو الوقت أو قد لا تكون لديه نظرة واسـعة يراعي من خلالها إحتياجات الأسرة الواحدة بكل أنواع متطلبات الحياة، فمثل هذا المجلس يحتاج إلى رجل واعٍ ومدرك لما يحيط بالأسرة وما يواجهها من أمور مادية ومعنوية وقضايا أخلاقية وإجتماعية.

فمن الفوائد العظيمة لمثل هذا المجلس، على سـبيل المثال لا الحصر …

1.    التجمّع العائلي: وهو بحد ذاته ثمرة طيبة، خاصة إذا عقد بأجواء دافئة، فيها حب وحنان، وعتاب محمود، وتداول لأحوال الأسـرة مع بقية أفراد العائلة، ومن وجهة نظر كل واحد منهم، وفيها تنمية لشـخصية الصغار وإعتبار الأفكار الراجحة والأخذ بها والعمل على تنفيذها كلّما أمكن.

2.    حل المشـاكل: وهذا أمر شـبه مؤكد، لأن أطراف المشـاكل موجودون، والفرصة متاحة للجميع كي يعبّروا عن وجهة نظرهم في جو آمن، وإحترام متبادل لوجود بقية أفراد العائلة رجالاً ونسـاءً.

3.    تقبّل النقد بروح رياضية: ويتم هذا حين ينتقد الصغير الكبير إنتقاداً بنّاءًا، ويرى طريقة ردّه بلا إنفعال، وكيفية الدفاع عن النفس بشـكل مقنع، أو الإعتذار من ذنب أو خطأ.

4.    الإنتماء إلى العائلة: فبدلاً من إنسـحاب الأفراد لوجود مشـاكل عائلية، فإنهم يتعودون التمسّـك بهذه العائلة القادرة على متابعة المشـاكل وحلها.

5.    إحترام الوعود والعهود: وذلك حين يتعهد المخطئ بالعودة إلى الرشـاد أمام الجميع، وأن يتجنّب الوقوع في الأخطاء أو خلق أية مشـكلة من قريب أو بعيد، وعلى الجميع متابعته خلال الإجتماعات الدورية لمجلس العائلة.

6.    المستوى المعيشي: تحديد المستوى المعيشي لكل أسرة بما لا يقل عن مبلغ معيّن يتفق عليه أعضاء المجلس بحيث توفّر العيشة الكريمة للأسرة.

7.    المنافسة الشريفة: تطوير الجوانب الدينية والثقافية والإجتماعية والحث على تقوية أفراد الأسرة في المجالات العلمية والصناعية والإهتمام بالتحصيل العلمي والدراسي للحصول على أعلى الدرجات والإلتحاق بالجامعات في التخصصات المرموقة والمطلوبة لسوق العمل.

8.    العلاقات الإجتماعية: السعي لتوطيد العلاقة بين أفراد العائلة وأعضاء صندوق العليوات الخيري وأبناء المجتمع كافة والحث على العمل الإجتماعي والمشاركة في البرامج الإجتماعية والثقافية.

إنّ وجود مثل هذه المجالس في البلد سوف يرفع من مستواها في الكثير من المجالات الحياتية مما يساعد على خلق نظاماً مؤسساتيّاً يقدّم الكثير لأبناء المجتمع ويصلح الكثير من الأمور التي يعاني منها مجتمعنا الحبيب بشكل عام. لذا، فإننا ومن منطلق المسؤولية الإجتماعية والحس الإجتماعي في صندوق العليوات الخيري نهيب بكم جميعاً لأخذ هذه الخطوة والعمل على تنفيذ هذه الفكرة كل حسب ما يراه مناسباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *